Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
2 août 2011 2 02 /08 /août /2011 23:34

 

 

يعرف المجتمع المغربي هذه الأيام الربيعية الفبرايرية و الرمضانية،  دعوات لإفطار علني في  هذا الشهر. و في المقابل ،و بطيعة الحال، هناك ردود أفعال كثيرة على هذه الدعوات ، و موضوعها بطبيعة الحال، التنديد و الشجب. و هناك من ذهب إلى أبعد من ذلك، و وجد فيها فرصة سانحة لمهاجمة حركة عشرين فبراير باعتبار أن شبابها هم  من ينادون لهذا الإفطار العلني.

لكن السؤال الذي يثير انتباهي هنا لماذا يثيرنا الإفطار العلني لرمضان و لا يثيرنا مثلا لعب اليانصيب في شوارع مدننا الكبيرة وبشكل علني؟ لماذا لا تثيرنا الحانات و الأماكن التي تباع فيها المشروبات الكحولية مثلا في الأسواق الكبيرة و بشكل علني؟   لماذا لا تثيرنا الرشوة التي نقدمها يوميا لقضاء حاجاتنا الإدارية بشكل طوعي و علني ؟ لماذا لا يثيرنا فساد بعض الإدارات العمومية؟ لماذا و لماذا.............؟ أ ليس كل هذه الممارسات بالنسبة للدين الإسلامي مرفوضة و بآيات قرآنية. لماذا ليس هناك رد على برامج "اللوطو" و "الكينو" و "الكوترو" في القناة الثانية أو على أمواج "الراديو" و التي تدعو المغاربة بعلانية و يوميا و بوسائل أكثر علانية من العلانية (التلفزة و الإذاعة) بلعب "اليانصيب"(القمار بشكل أكثر صراحة)؟ لماذا لا تثير استياء الكثير من المغاربة  و يردون عليها و يشجبونها، كما يثيرهم إفطار رمضان بشكل علني أو بدونه؟ "اليانصيب" له مقاهيه الخاصة و نمر بها يوميا أوراقه ملقاة في الشارع أو تباع عند بائع السجائر بالتقسيط علانية؟   الخروقات اليومية للإسلام كثيرة لكنها لا تثيرنا أو أننا لسبب من الأسباب لا نريد إثارتها.

نعم، هناك خرق يومي للدين في مجتمعنا لكننا لا نحرك ساكنين سوى أمام دعوة لإفطار علني. ما السر في ذلك؟

هل الصيام بالنسبة للمغاربة هو أول أركان الإسلام الخمسة. فأن تقول لأحدهم أنا لا أصلي هو شيء عاد بالنسبة للكثيرين، أما أن تقول له أنا لا أصوم فهذا سيثير اندهاشه و غضبه و سيكفرك و لن يتسامح معك كما تسامح معك في عدم الصلاة(عماد الدين ثان أركان الإسلام). و هذا ما يفهمه المغاربة جيدا و لا يريدون الاعتراف به(النفاق الاجتماعي). الصيام بالنسبة لهم هو عماد الدين و ليس الصلاة. فالصلاة في المجتمع المغربي شرط من شروط الصيام و ليس العكس. لا نصوم لأننا نصلي بل نصلي لأننا سنصوم . و هذا ما يفسر اكتظاظ المساجد في شهر رمضان و فراغها في الأيام الأخرى أو بالأحرى الأخيرة.

صراحة قضيت اليوم كله و أنا أفكر في تفسير علمي و منطقي لذلك لكنني لم أتوصل لشيء يذكر.  هل السر كامن في موسمية رمضان التي تقيه شر الروتين؟ أم هو كائن في تكسيره لروتينية حياتنا اليومية في كل جوانبها الاجتماعية ( وقت أكثر للقاء الأصدقاء و اجتماع مع العائلة حول طاولة واحدة)؟ هل هو تحسن البرامج التلفزية؟ أو هو كامن في تحسن النظام الغذائي؟  أم لأنه يعني الترفيه و المرح و الرياضة و دوريات كرة القدم...؟ أم فرصة للإقلاع عن التدخين؟ أم أن هذا كله يتضافر ليجعل من الصيام طقس  عظيما لا بد منه، طوطيما محميا بطابوهات كثيرة من الصعب و من غير المسموح  خرقها؟

Partager cet article
Repost0

commentaires